في ذكرى رحيلها.. مريم فخر الدين المرأة عاشت الحب في السينما فقط

مريم فخر الدين
مريم فخر الدين

ثماني سنوات من القسوة وأربع من الغربة، وزواج قصير في لبنان، وآخر انتهى بهدوء، أربع محطات في حياة واحدة من أكثر نجمات السينما المصرية جمالًا وهدوءًا، لكنها ظلت تفتقد “الحب والأمان”، التي قدمته على الشاشة فقط.


تحل اليوم الثالث من نوفمبر، ذكرى رحيل الفنانة مريم فخر الدين، التي وُلدت في الثامن من سبتمبر عام 1933 بمدينة الفيوم، ورحلت عام 2014 عن عمر 81 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن.

 

البداية مع محمود ذو الفقار

بعد عام واحد من دخولها الوسط الفني، تزوجت مريم فخر الدين من المخرج والممثل محمود ذو الفقار وهي في السابعة عشرة من عمرها، بينما كان هو في الثامنة والثلاثين،  وتمت الخطبة أثناء لقائه والدها للاتفاق على أجرها في أحد الأفلام، وتزوجته دون أن تقام لها مراسم زفاف، وسافرت معه إلى بيروت لقضاء شهر العسل.

 

خلال ثماني سنوات من الزواج، عانت مريم فخر الدين من غيرته الشديدة، وبخله، وسوء معاملته لها، ورغم أنها كانت تحقق أرباحًا كبيرة من عملها الفني، لم تكن تحصل منه إلا على مصروف يومي لا يتجاوز 25 قرشًا.

لجأت مريم فخر الدين إلى حيلة لزيادة دخلها بالاتفاق مع المنتجين على تسجيل أجر رمزي في العقود مقابل تقاضيها الأجر الحقيقي خارجها، حتى استطاعت تأمين استقلالها المادي والانفصال عنه بعد زواج مضطرب أنجبت خلاله ابنتها “إيمان”.

 

زواج مريم فخر الدين من خارج الوسط

بعد ثلاثة أشهر فقط من طلاقها، تزوجت الطبيب محمد الطويل الذي التقت به أثناء علاجها في مستشفى المواساة بالإسكندرية، على أن تعتزل الفن تمامًا، انتقلت معه إلى السويد، حيث كان يدرس بمنحة تعليمية، وسددت له من مالها مصروفات السفر التي بلغت ثلاثة آلاف جنيه.

 

عاشت مريم فخر الدين معه حياة ضيقة بسبب قلة الموارد، ثم تحولت المعاملة إلى قسوة دفعتها لطلب الطلاق بعد أربع سنوات؛ لتخرج من التجربة ومعها ابنها “أحمد”، وجرح جديد في حياتها.

 

محاولة ثالثة لـ مريم فخر الدين مع فهد بلان

في عام 1967، تزوجت الفنانة مريم فخر الدين المطرب السوري فهد بلان في لبنان بعد انفصالها عن الطويل، ووصفته بأنه الزوج الطيب الوحيد في حياتها، لكنه لم يتقبل أولادها، ما تسبب في إنهاء الزواج، وظلت العلاقة بينهما ودية بعد الطلاق، على عكس زيجاتها السابقة.

 

الزيجة الأخيرة في حياة مريم فخر الدين

بعد تجربة فهد بلان، تركت مريم فخر الدين لأبنائها حرية اختيار زوجها الرابع، فاختاروا شريف الفضالي، الذي كان يصغرها بأكثر من عشر سنوات، واستمرت العلاقة حتى زواج أبنائها، ثم طلبت الطلاق، وأعلنت بعدها أنها لن تتزوج مرة أخرى، مفضّلة التفرغ للتمثيل.

 

مريم فخر الدين صاحبة الوجه الملائكي والتصريحات الحادة

عرفت مريم فخر الدين بملامحها الهادئة وصراحتها الشديدة؛ كانت تصريحاتها مثار جدل دائم، من بينها انتقادها للقب “سيدة الشاشة العربية” الذي حملته فاتن حمامة، إذ قالت في أحد اللقاءات: "لو هي سيدة الشاشة، يبقى أنا وشادية جرابيع الشاشة العربية".

 

كما انتقدت تجسيد نرمين الفقي لدورها في مسلسل رد قلبي بوصفها “تخينة”، ووصل نقدها إلى المخرج يوسف شاهين الذي وصفته بأنه “أسوأ مخرج في العالم”، لأنها لم تفهم أعماله ولم تحب طريقته في الإخراج.

نبذه عن مشوار مريم فخر الدين الفني 

لقبت مريم فخر الدين بعدة ألقاب منها “حسناء الشاشة، والأميرة إنجي، وملاك السينما"، تنتمي إلى جيل نجمات تأثر بجمال السينما الغربية، مثل هند رستم، وليلى فوزي، وماجدة الصباحي.

 

قدمت أكثر من مائتي عمل بين السينما والتلفزيون، من أبرزها رد قلبي، حبيبي دائمًا، لا أنام، ورأفت الهجان. حصلت على الجائزة الأولى في التمثيل عن دورها في لا أنام، إضافة إلى مئات الشهادات التقديرية، وكانت ترى أن رسالة من متفرج محب أهم من أي جائزة رسمية.

نهاية مريم فخر الدين بلا شريك

رحلت مريم فخر الدين في الثالث من نوفمبر عام 2014، بعد أن ظلت حتى آخر أيامها تعمل وتعيش بمفردها، قالت في أحد حواراتها الأخيرة: "أنا ماعرفتش الحب إلا في السينما"، جملة تختصر مسيرة امرأة عاشت كل أدوار الحب أمام الكاميرا، لكنها لم تجده في الحياة.

تم نسخ الرابط