في ذكرى وفاتها.. سناء جميل تحدّت المجتمع بسبب الفن وزواجها من لويس جريس بدأ بسوء فهم
تحل اليوم الإثنين الذكرى الـ 23 عامًا، على وفاة الفنانة الكبيرة سناء جميل، إحدى أيقونات الأداء التمثيلي في السينما والمسرح والتليفزيون، والتي رحلت عن عالمنا تاركة بصمة فنية وإنسانية خاصة، ومسيرة حافلة بالتحديات والاختيارات الجريئة، كان أبرزها قصة حبها وزواجها من الكاتب الصحفي لويس جريس.
سناء جميل.. النشأة وبداية الطريق
وُلدت سناء جميل عام 1930 في مركز ملوي بمحافظة المنيا، وواجهت منذ سنواتها الأولى صعوبات كبيرة بسبب رغبتها في الالتحاق بالمجال الفني، وهو ما قوبل برفض أسرتها.
وبرغم ذلك، أصرت على تحقيق حلمها، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية دون علم شقيقها الأكبر الذي كانت تقيم معه في القاهرة، لتبدأ رحلة شاقة من أجل إثبات ذاتها.

مسيرة فنية حافلة بالتحدي والنجاح
اختارت سناء جميل طريق الفن رغم القطيعة العائلية التي استمرت حتى وفاتها، حيث لم يحضر أي من أفراد أسرتها جنازتها أو عزاءها.
وقدمت خلال مشوارها الفني نحو 65 عملًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون والمسرح، وكانت انطلاقتها الحقيقية من خلال فيلم «بداية ونهاية»، الذي شاركت فيه بدلًا من الفنانة فاتن حمامة، لتلفت الأنظار إلى موهبتها وقدرتها الاستثنائية على تجسيد الأدوار المركبة.
قصة حب وزواج سناء جميل ولويس جريس
التقت سناء جميل بالكاتب الصحفي لويس جريس، ونشأت بينهما قصة حب قصيرة لكنها قوية، انتهت بالزواج عام 1961.
وكشف لويس جريس في أحد لقاءاته التليفزيونية أنه كان يعتقد في البداية أن سناء جميل مسلمة، خاصة بسبب استخدامها الدائم لعبارة «والله العظيم»، وهو ما جعله يؤجل الارتباط بها ظنًا منه أنه سيضطر لإعلان إسلامه من أجل الزواج.
إلا أن المفاجأة كانت عندما أخبرته سناء جميل بأنها مسيحية، وأصرت على إتمام الزواج في الكنيسة، ليكتشف لاحقًا أنها تنتمي إلى نفس الطائفة الأرثوذكسية التي تجمعهما. وقررت سناء جميل عدم الإنجاب، متفرغة بشكل كامل لفنها ومسيرتها الإبداعية.

الأيام الأخيرة ووداع بلا أهل
في سنواتها الأخيرة، عانت سناء جميل من سرطان الرئة، ومكثت في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر قبل أن ترحل عن عالمنا.
وروى زوجها لويس جريس أنه رفض دفنها فور وفاتها، وأجّل الجنازة عدة أيام، وقام بنشر نعي الأسرة في الصحف المصرية والأجنبية، أملًا في حضور أي من أقاربها، إلا أن أحدًا لم يظهر.
وفي اليوم الرابع، شُيعت جنازتها من كنيسة العباسية، لتغيب سناء جميل جسدًا، وتبقى أعمالها شاهدة على موهبة استثنائية وإنسانة دفعت ثمن اختياراتها حتى النهاية.