في ذكرى ميلاد.. شيرين سيف النصر فنانة ظلت حاضرة رغم اعتزال مبكر
تحل ذكرى ميلاد الفنانة شيرين سيف النصر، التي غابت عن الساحة لسنوات طويلة قبل رحيلها في أبريل 2024، ورغم محدودية عدد أعمالها بقي حضورها مرتبطاً بمرحلة زمنية شكلت فيها أحد الوجوه البارزة في الدراما والسينما خلال التسعينيات.
وتعيد هذه المناسبة طرح سؤال متكرر حول مسيرة شيرين سيف النصر، القصيرة وأسباب اختفائها المتواصل، لتصبح تجربتها واحدة من الحالات الفنية التي توقفت عندها الذاكرة أكثر مما فعلت الكاميرا.
وُلدت الفنانة شيرين سيف النصر، في 27 نوفمبر 1967، ونشأت بين خلفية ثقافية وعائلية متنوعة؛ فوالدها الصحفي إلهام سيف النصر، ووالدتها فلسطينية من أصول مقدسية، درست الحقوق في جامعة عين شمس، وانتقلت إلى فرنسا قبل أن يلفت وجودها نظر المخرج يوسف فرنسيس، لتبدأ أولى خطواتها في منتصف الثمانينيات عبر مشاركتها في مسلسل “ألف ليلة وليلة”، قبل أن تعود إلى مصر وتستقر في المجال الفني.
قدمت خلال التسعينيات عدداً من الأعمال التلفزيونية التي رسخت حضورها، من بينها “من الذي لا يحب فاطمة، اللص الذي أحبه، المال والبنون، وغاضبون وغاضبات”، كما شاركت في أعمال سينمائية شكلت جزءاً من انتشارها مثل “النوم في العسل وسواق الهانم، ثم ظهرت في أمير الظلام عام 2002، وهو آخر أدوارها البارزة على الشاشة.
اختفاء شيرين سيف النصر، المتكرر عن الأضواء ارتبط بتحولات شخصية أكثر منه باعتبارات مهنية، إذ أعلنت اعتزالها عام 1996 بعد زواجها، ثم عادت لفترة قصيرة قبل أن تتراجع مشاركاتها بشكل ملحوظ. وتوالت تجاربها الزوجية التي انتهت بالانفصال، إلى أن اختارت الابتعاد نهائياً عام 2011 بعد وفاة والدتها، لتعيش سنوات طويلة في عزلة شبه كاملة.
شكلت تجربة شيرين سيف النصر، الفنية حالة خاصة داخل جيلها؛ فهي لم تخض سباق البطولة المطلقة بشكل واسع، لكنها احتفظت ببصمة واضحة في الذاكرة التلفزيونية تحديداً.
وارتبطت صورة شرين، لدى الجمهور بنوع من الهدوء الذي انعكس على أداء شخصياتها، ما جعل حضورها مرتبطاً بمرحلة زمنية محددة رغم تراجع نشاطها المبكر.
الفنانة شيرين سيف النصر، قبل وفاتها كانت تستعد للظهور إعلامياً بعد سنوات من الغياب، لكنها رحلت قبل تنفيذ تلك الخطوة، تاركة خلفها ملفاً فنياً محدود العدد، لكنه ما زال يستدعي الاهتمام في كل مناسبة تخص تاريخ الدراما خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية.



