في ذكرى ميلادها.. معالي زايد فنانة صاحبة رحلة فنية بلا تكرار
لم تكن الفنانة الراحلة معالي زايد واحدة من نجمات الصف الأول فحسب، بل كانت حالة فنية قائمة على الاستقلال والاختلاف، امتلكت ملامح مصرية صافية ووعياً جعلها ترفض القوالب الجاهزة سواء في حياتها أو في أدوارها، لتصبح نموذجاً للفنانة التي تعيش كما تفكر، وتقول كما تؤمن.
وُلدت معالي زايد في 5 نوفمبر 1953 بحي السيدة زينب في القاهرة، داخل أسرة فنية، والدتها الفنانة آمال زايد المعروفة بدور "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ، وخالتها الفنانة جمالات زايد، أما والدها فهو اللواء عبد الله المنباوي، أحد الضباط الأحرار المشاركين في ثورة يوليو 1952.
ويروى أن اسمها جاء مصادفة حين أرسل والدها أحد العساكر لتسجيلها، فقال الموظف: "اسمها إيه؟"، فرد: "معالي الصاغ عبد الله المنباوي"، فتم تسجيلها باسم "معالي".
درست معالي زايد في كلية التربية الفنية، ثم التحقت بالمعهد العالي للسينما، لتبدأ مشواراً فنيّاً تميز بتنوّع اختياراته وجرأته.
قدمت معالي زايد شخصيات كسرت النمط السائد للمرأة في السينما المصرية، مثل فيلم "السادة الرجال" (1987) حيث جسدت امرأة تتحول إلى رجل، و"سيداتي آنساتي" (1989) الذي تناول فكرة تعدد الزوجات من منظور مختلف، و"كتيبة الإعدام" (1989) التي لعبت فيه دور الابنة الساعية للثأر، إلى جانب "البيضة والحجر" (1990) و"سمك لبن تمر هندي" (1988).
وفي الدراما التلفزيونية، كانت معالي زايد حاضرة بأدوار متعددة أبرزها "دموع في عيون وقحة" (1983)، "الوتر المشدود" (2009)، "امرأة من الصعيد الجواني" (2006) الذي كسر الصورة النمطية للمرأة الصعيدية، وأخيراً "موجة حارة" (2013)، آخر أعمالها قبل رحيلها، واشتهرت معالي بجملتها في مسلسل "الحاوي" (1997) على لسان شخصية "عزة": "يلا باي".
بعيداً عن التمثيل، كانت معالي زايد فنانة تشكيلية، تعشق رسم البورتريه وتعتبره امتداداً لهدوئها الداخلي، ودرست الفن واحتفظت بمرسم خاص داخل منزلها، ورأت في الرسم مساحة للتعبير المكمّل للفن الذي تمارسه أمام الكاميرا.
وفي حياتها الشخصية، خاضت تجربتين زواج انتهتا بالفشل. قالت في أحد حواراتها: "لا أريد أن أكون فأر تجارب بالنسبة للرجل، فأنا أخذت حظي وكان سيئاً، وإذا جاء الزواج بشكل جيد فأهلاً وسهلاً، لكنني لا أسعى إليه ولا يشغلني".
كما أكدت معالي زايد أنها ليست ضد الرجل، لكنها تحمل عقدة من تجربتين فاشلتين، مضيفة: "أنا مؤمنة بالصداقة بين الرجل والمرأة، ولو جاءت تجربة جديدة ناجحة سأكون سعيدة جداً وستتغير حياتي كلها".
مرت معالي زايد بمحطات مؤلمة في حياتها؛ كان والدها شديداً في تربيته، وقالت إنه كان يقول لهم: "كنت قاسي عشان لما تترموا في النار تقدروا تقفوا"، وبعد وفاته، واجهت صدمة أخرى حين توفيت شقيقتها "ماجدة" إثر سقوطها من شرفة المنزل.
وفي عام 2014، اكتشفت إصابتها بسرطان الرئة في مرحلة متأخرة، وتوفيت في 10 نوفمبر من العام نفسه عن عمر ناهز 61 عاماً.



