طارق الشناوي: وداع لطفي لبيب "واجب وطني"لكل المصريين

شدد الناقد الفني طارق الشناوي على أن مراسم وداع الفنان الراحل لطفي لبيب تتجاوز كونها مجرد تعبير عن الحزن على فنان مبدع، لتصبح "واجبًا وطنيًا" يجسد أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن ، وأكد الشناوي أن المشاركة في الجنازة وتقديم العزاء يجب أن يكون رسالة إنسانية واضحة تعكس الروح الأصيلة التي تجمع المصريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
رسالة التعازي تتجاوز الاختلافات الدينية
في تصريحات تلفزيونية، أوضح الشناوي أن التعبير عن الحزن والدعاء للراحل لا يقتصر على طقوس دينية بعينها فالمسلم على حد قوله يمكنه قراءة الفاتحة، بينما يستطيع المسيحي تلاوة آيات من الإنجيل تتناول مفهوم الموت والحياة الأخرى وضرب الشناوي مثالاً بنفسه، قائلاً: "أنا شخصيًا أقرأ الفاتحة، والمهم أننا ندعو له من قلوبنا بصدق".
تحويل لحظات الوداع إلى درس في المحبة
وصف الشناوي الفنان الراحل لطفي لبيب بـ"الرجل العظيم"، مؤكداً أن "كل العظماء في الجنة" ودعا الشناوي إلى تحويل لحظات الوداع الأليمة إلى "درس في المحبة"، وهو ما يعكس قناعته بأن الوفاة يجب أن تكون مناسبة لتأكيد قيم التسامح والتآخي التي طالما تميز بها المجتمع المصري. إن هذه الدعوة تعزز فكرة أن الفن قادرعلى توحيد القلوب وتجاوز الفوارق، وأن الفنان الحقيقي يترك إرثًا يتخطى أعماله الفنية ليشمل قيمه الإنسانية.
لطفي لبيب: مسيرة فنية وإنسانية مؤثرة
تأتي تصريحات الشناوي لتسلط الضوء على الأثر العميق الذي تركه الفنان لطفي لبيب في قلوب المصريين، ليس فقط من خلال أدواره المتنوعة التي أثرت السينما والتلفزيون والمسرح المصري، بل أيضًا بشخصيته المحبوبة التي جمعت حوله المعجبين من جميع الأطياف. لقد كان لبيب مثالاً للفنان الملتزم بقضايا مجتمعه، والذي استخدم فنه ليعكس الواقع ويقدم رسائل إيجابية. وتُظهر هذه التصريحات تقديرًا كبيرًا لمسيرته الفنية والإنسانية، وتؤكد على أن الفنان يبقى حيًا في ذاكرة محبيه بفضل إنجازاته وقيمه.
تفاصيل العزاء ومواعيده
تقرر أن يُقام عزاء الفنان لطفي لبيب اليوم الخميس في الكنيسة التي شُيعت منها الجنازة، وذلك بدءًا من الساعة السادسة مساءً وسيُستكمل العزاء بعد غد السبت، في نفس المكان، من الساعة السادسة مساءً وحتى العاشرة مساءً، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من محبيه وزملاءه لتقديم واجب العزاء ومواساة أسرة الفقيد.
رحلة معاناة الفنان لطفي لبيب مع المرض
مر الفنان لطفي لبيب خلال الأسابيع الأخيرة من حياته بسلسلة من الأزمات الصحية المتلاحقة التي ألزمته المستشفى لفترات طويلة بدأت معاناته في الثالث عشر من يوليو الماضي، حيث نُقل إلى المستشفى وتم احتجازه في غرفة الرعاية المركزة مع فرض منع الزيارات عنه نظرًا لحالته الحرجة آنذاك وبعد تلقيه العلاج اللازم، تحسنت حالته الصحية بشكل ملحوظ، مما سمح له بمغادرة المستشفى والعودة إلى منزله بعد خمسة أيام.
إلا أن التحسن لم يدم طويلًا، ففي يوم الثلاثاء الماضي، تعرض الفنان الراحل لأزمة صحية جديدة حادة استدعت نقله مجددًا إلى المستشفى وفي هذه المرة دخل غرفة العناية المركزة في حالة حرجة للغاية، حيث فقد الوعي تمامًا بعد ساعات قليلة من وصوله وقد تبين أن سبب هذا التدهور يعود إلى نزيف في الحنجرة، والذي أدى بدوره إلى التهاب رئوي حاد فاقم من حالته الصحية بشكل كبير ، استمرت حالته في التدهور السريع حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، مودعًا عالمنا بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع ، تُعد وفاته خسارة كبيرة للساحة الفنية المصرية والعربية، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا سيظل خالدًا في الذاكرة.