في ذكرى رحيله.. شخصيات صنعت اسم حسن حسني في السينما

في مثل هذا اليوم، الثلاثاء 30 مايو، تحل الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير حسن حسني، أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الذي وُلد في 19 يونيو عام 1936، ورحل عن عالمنا عام 2020 عن عمر ناهز 83 عامًا، بعدما قدّم مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن وخلّدت اسمه في ذاكرة الجمهور.
بدأت موهبة حسن حسني مبكرًا، عندما وقف على خشبة مسرح مدرسته الابتدائية، ليجسّد شخصية "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية. حاز وقتها على كأس التفوق عن أدائه اللافت، ما شجعه على الاستمرار في هذا الطريق.
لفتت موهبته أنظار المشرفين، وعلى رأسهم الفنان الكبير حسين رياض، الذي كان عضوًا في لجنة تحكيم إحدى مسابقات التمثيل المدرسي، لتكون تلك اللحظة بداية يقينه بأن مستقبله في التمثيل.
مع بداية الستينيات، احترف حسن حسني التمثيل من خلال التحاقه بفرقة المسرح العسكري التابعة للجيش، حيث قدم عروضًا فنية أمام الضباط والجنود وأسرهم.
ورغم نجاحه في هذه المرحلة، إلا أن اقتصار أعماله على فئة محدودة من الجمهور ترك في نفسه رغبة بالوصول إلى قطاع أكبر من الناس. لم تمر سنوات طويلة حتى جاء قرار حل المسرح العسكري، ليصبح ذلك بابًا جديدًا أمام حسن حسني للانطلاق نحو أضواء المسرح والسينما والتلفزيون.

200 فيلم في السينما
طوال مسيرته، شارك حسن حسني في نحو 200 فيلم، إلى جانب عشرات الأعمال الدرامية والمسرحيات والسهرات التلفزيونية. وكان حضوره في كل عمل علامة فارقة تترك أثرًا واضحًا، من بين أبرز أفلامه: سواق الأتوبيس، سارق الفرح، المساطيل، عبود على الحدود، ليلة سقوط بغداد، خارج على القانون، الديكتاتور، على جثتي، وغيرها من الأعمال التي أثرت تاريخ الفن المصري.
لم يكن حسن حسني مجرد فنان موهوب، بل صانعًا للنجوم الذين بزغت أسماؤهم إلى جواره.
تجلّت هذه الموهبة في دعمه للفنانين الشباب، ووقوفه بجوارهم في بداياتهم. من أشهر تلك المحطات ظهوره في فيلم اللمبي، حيث قدّم شخصية "عم بخ"، التي تحولت إلى علامة شهيرة في الكوميديا المصرية ، المشهد الذي جمعه بـ محمد سعد ظل عالقًا في ذاكرة الجمهور، وأصبح إفيهًا متداولًا في الشارع المصري.

تكرر الأمر مع الفنان الراحل علاء ولي الدين، حين وقف بجواره في فيلم عبود على الحدود، وهو العمل الذي انطلقت من خلاله نجومية كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وغادة عادل ، حسن حسني كان بمثابة وش الخير لكل هؤلاء النجوم، الذين سطعوا بعدها في سماء الفن، وظل هو داعمًا ومساندًا لهم بخبرته الكبيرة.
ورغم كل هذا الحضور، لم يتصدر حسن حسني أفيش أي عمل فني طوال مسيرته، إلا أنه كان دائمًا النجم الحقيقي خلف الكواليس، الذي يصنع الكوميديا من نظرة أو إيماءة، ويخلق البهجة بحضوره الطاغي دون حاجة إلى جملة صريحة. امتلك قدرة فريدة على تحويل المشاهد العادية إلى لحظات خالدة في ذاكرة الجمهور.

واليوم، تمر ذكرى رحيله فيما لا تزال أعماله شاهدة على موهبته الاستثنائية، وبصمته التي لم تُمحَ من الذاكرة الفنية العربية. ظل اسمه محفورًا كأحد أهم من مرّوا على شاشة الفن المصري، وصاحب أثر لن يتكرر بسهولة.