في ذكرى ميلادها.. محطات مضيئة في مشوار فايزة كمال الفني

فايزة كمال
فايزة كمال

تحل اليوم الأربعا، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فايزة كمال، إحدى أبرز نجمات الدراما المصرية في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، والتي استطاعت أن تحفر اسمها بهدوء في ذاكرة الجمهور، عبر أدوار اتسمت بالعمق والرقي، قبل أن تُجبرها ظروف المرض على الابتعاد المبكر عن الساحة الفنية.

نشأة فايزة كمال وبدايات الشغف بالفن

وُلدت فايزة كمال في 31 ديسمبر عام 1960 بدولة الكويت لأبوين مصريين، حيث قضت سنوات طفولتها الأولى هناك، ثم عادت إلى مصر لتبدأ رحلة تعليمها ودراستها الفنية. 

التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك تبلورت موهبتها التمثيلية، خاصة في المسرح، الذي شكّل بوابتها الأولى للاحتراف.
 

فايزة كمال
فايزة كمال

انطلاقة فنية قوية ودعم كبار المخرجين
 

شهدت فترة الثمانينيات الانطلاقة الحقيقية لفايزة كمال، وكان للمخرج الكبير سعد أردش دور محوري في اكتشافها ودعمها، إذ منحها فرصًا مهمة في أعمال مسرحية وتلفزيونية، أسهمت في صقل أدواتها الفنية.

وتميزت منذ بداياتها بالقدرة على تجسيد الشخصيات المركبة في الأعمال الاجتماعية والتاريخية والدينية.
 

بصمة خالدة في الدراما والسينما والمسرح

شاركت فايزة كمال في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية التي لا تزال تحظى بنسبة مشاهدة عالية حتى اليوم، من أبرزها “المال والبنون”، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا، ورأفت الهجان أحد أهم الأعمال الوطنية في تاريخ الدراما المصرية.

كما تألقت في أعمال أخرى مثل: “الإمام الشافعي، العدل والتفاح، أم الصابرين وعلى باب الوزير”، مقدمة نماذج متنوعة للمرأة القوية والأم والزوجة والشخصيات التاريخية.

 

وفي السينما، ورغم محدودية أعمالها مقارنة بالدراما، تركت حضورًا مؤثرًا من خلال أفلام مثل: “الطائرة المفقودة، الحب في غرفة الإنعاش وبنت حارتنا”.

أما المسرح، فكان له نصيب بارز في مسيرتها، ويُعد مشاركتها في مسرحية “الملك هو الملك” من العلامات المهمة في تاريخ المسرح العربي.

الزواج المرض والاعتزال.. رحلة صامتة بعيدًا عن الكاميرات
 

على الصعيد الشخصي، تزوجت فايزة كمال من المخرج المسرحي مراد منير، وشكّلا معًا ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا مميزًا، أثمر عن طفلين. 

ومع إصابتها بمرض السرطان، فضّلت الابتعاد عن الأضواء واعتزال التمثيل، متفرغة للعلاج وحياتها الأسرية، في موقف نال احترام وتعاطف جمهورها وزملائها.

وفاة فايزة كمال 

ورحلت فايزة كمال عن عالمنا في 26 مايو عام 2014، عن عمر 53 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة خلفها مسيرة فنية اتسمت بالهدوء والالتزام والاختيارات الواعية، لتظل واحدة من الفنانات اللاتي حافظن على صورة راقية في وجدان الدراما المصرية.

تم نسخ الرابط