في ذكرى ميلاده.. خالد الصاوي فنان مازال مخلصا لخشبة المسرح

خالد الصاوي
خالد الصاوي

يطفئ الفنان خالد الصاوي، اليوم شمعة جديدة من عمره، إذ استطعا أن يرسخ لنفسه حضورًا خاصًا عبر أداء اعتمد طويلًا على ما يشبه “الأسلوب السهل الممتنع”، وارتبط بجمهور واسع بفضل أدوار جمع فيها بين التنوع والقدرة على التحكم في التفاصيل.

 

بدايات صنعت مسار خالد الصاوي

ارتبط خالد الصاوي بالمسرح منذ دراسته الجامعية، حيث شكلت التجارب المبكرة قاعدة وعيه الفني.

ومع انتقاله إلى العمل التلفزيوني في التسعينيات بعد تعيينه مخرجًا، حمل معه هذا التكوين المسرحي إلى الشاشة، وهو ما انعكس في اختيارته الإخراجية وتمثيله اللاحق، إذ دمج الإيقاع المسرحي مع أدوات الصورة التلفزيونية في مرحلة لم تكن معتادة على هذا النوع من المزج.

السينما في حياة خالد الصاوي

قدّم الصاوي مجموعة من الأفلام القصيرة حمل كل منها رؤية فنية واضحة، منها وادي الملح، الحب في مصر، وقرية العمار، وهي تجارب ركزت على الصورة والإيقاع أكثر من الحوار المباشر.

وبرز خالد الصاوي، بين هذه الأعمال فيلم الحب مسرحية من 3 فصول الذي شاركه بطولته كل من الراحل خالد صالح والراحل طارق عبد العزيز، وتميز ببناء قائم على الراوي وتعدد اللوحات، مستندًا إلى قالب مسرحي صريح ضمن إنتاج تلفزيوني كان يميل آنذاك إلى النمط التقليدي.

أدوار صنعت بصمة خالد الصاوي الجماهيرية

في السينما التجارية والدراما التلفزيونية، قدّم الصاوي أدوارًا رسّخت صورته كممثل قادر على التحول بين القوالب، من بينها شخصية الضابط في فيلم الجزيرة، وشخصية الطبيب النفسي المحتال في كده رضا، بالإضافة إلى حضوره في أعمال مثل الفرح وعمارة يعقوبيان.

 

خالد الصاوي ومواجته للرقابة وتحول المسار

شهدت مسيرته مواجهة بارزة مع الرقابة خلال كليب قدّمه عام 1994 ينتقد فيه مؤتمر مؤتمر القاهرة للسكان 1994، مستخدمًا مقاطع حقيقية ممزوجة برموز فنية من حقبة الستينيات.

تعرض العمل لاعتراضات كادت تمنعه من العرض قبل تدخل مسؤول داخل التلفزيون الرسمي. شكّلت هذه الأزمة نقطة انعطاف في علاقته بالمؤسسات الإعلامية، ورسّخت لديه قناعة بأن القيود تتزايد على حساب حرية التجريب.

 

المسرح… الملاذ الذي لا يضيق بالنسبة لخالد الصاوي

بسبب تلك القيود، اتجه خالد الصاوي إلى المسرح بوعي أعمق، مؤمنًا بأنه الفضاء القادر على استيعاب الأفكار الأكثر جرأة دون تعقيدات إنتاجية أو رقابية، ومنذ ذلك الوقت، تحول المسرح بالنسبة له إلى مساحة يختبر فيها رؤيته ويعيد عبرها صياغة علاقته بالفن، وظل يعود إليها في كل مرحلة من حياته الإبداعية.

 

لقاء خالد الصاوي بفاتن حمامة

يستعيد الصاوي واقعة جمعته بالنجمة فاتن حمامة خلال عمله مساعدًا مع المخرج خيري بشارة في فيلم يوم مر يوم حلو. وقدّم نفسه لها مستعرضًا قراءاته ودراساته المتعددة، ليجد ردًا مختصرًا فضّلته فيه “الملموس على النظري”، هذه الجملة ظلّ يعتبرها تحولًا في طريقة تعامله مع العمل الفني، ودفعته لاحقًا إلى التركيز على التجربة المباشرة.

تم نسخ الرابط