في ذكرى ميلاده.. كيف صنع "محمد وفيق" مجده من الظاهر بيبرس إلى عزيز الجبالي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان محمد وفيق، والذي يعد واحدًا من أبرز نجوم الأدوار التاريخية وصاحب الصوت العربي المميز، إذ شارك في أكثر من 200 عمل درامي وسينمائي وترك بصمة لا تُنسى على الشاشة المصرية.
وُلد بالإسكندرية عام 1947 ورحل في 14 مارس 2015 عن عمر 67 عامًا، واستطاع ان يجمع بين موهبة التمثيل وصوت عربي فصيح، ليصبح أحد أبرز من جسد الشخصيات التاريخية والدرامية على الشاشة.
نشأ محمد وفيق، في بيت يهتم بالثقافة واللغة، فوالدته علّمته القراءة والكتابة مبكرًا، فيما شجّعه والده، خريج الأزهر، على الاطلاع على أمهات الكتب، ما منحه قدرة مميزة على النطق السليم بالعربية.
تخرج في كلية الفنون المسرحية عام 1967 ضمن دفعة وُصفت بـ"دفعة العظماء"، والتي ضمّت نور الشريف ومجدي وهبة وآخرين.
بداية مشوار محمد وفيق الفنية
بدأ "وفيق" مسيرته خلال تدريبه بمعهد التلفزيون حيث لفت نظر المخرج يوسف شاهين أثناء مشاركته في مسرحية "سندباد"، إلا أن انطلاقته الحقيقية جاءت من خلال مسلسل "الكتابة على لحم يحترق" حين جسد شخصية "الظاهر بيبرس"، ليفتح له الباب نحو عشرات الأعمال التي تجاوزت 220 عملاً.
نجاحات درامية وسينمائية في حياة محمد وفيق
أبدع "وفيق" في أدوار تاريخية معقدة، أبرزها تجسيد شخصية "عمرو بن العاص" في فيلم "الرسالة"، و"الخديوي إسماعيل" في مسلسل "بوابة الحلواني"، و"عزيز الجبالي" في مسلسل "رأفت الهجان".
كما محمد وفيق شارك في أعمال بارزة مثل “ليالي الحلمية، الأصدقاء، حنين وحنان”، إضافة إلى أفلام "الهروب، امرأة آيلة للسقوط، وخطة الشيطان".
خوف محمد وفيق من المسرح
رغم تقديمه أكثر من 27 عملاً على المسرح القومي، اعترف "وفيق" في لقاء تلفزيوني أنه شعر بالخوف من المسرح بعد أزمة صحية تعرض لها أثناء التحضير لمسرحية مع سهير البابلي، قائلاً إن الإرهاق الشديد جعله يتراجع عن تقديم عروض كبيرة لاحقًا.
حياة محمد وفيق الخاصة
ارتبط "وفيق" بقصة حب طويلة مع ابنة خالته الفنانة "كوثر العسال"، وانتظرها سنوات حتى تزوجا في أواخر الثمانينيات، وظل زواجهما قائمًا حتى رحيلها عام 2013.
وقال الفنان محمد وفيق عن تلك القصة: "لقد كانت حلمي وأملي أن يجمع بيننا القدر، فقد انتظرتها طويلاً".
رحيل محمد وفيق
رحل "محمد وفيق" بعد إجراء عملية قلب مفتوح، لكن إرثه الفني ظل حاضرًا، وكان آخر أعماله مسلسل "ألف ليلة وليلة" عام 2015، وما زالت أدواره تعكس قدرته على المزج بين الأداء المتقن والنطق العربي السليم، لتبقى سيرته علامة بارزة في تاريخ الفن المصري.